صفات
الرسول صلى الله عليه وسلمسردلبعض صفات الرسول "ص"
صفة كلامه:
كان كلامه صلى الله عليهوسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه.
ورد في حديث متفق عليه أنَّه عليه الصلاة والسلام: "كان يُحَدِّث حديثاً لو
عَدَّه العادُّلأحصاه".
كان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه "، رواه البخاري.
ورُوِيَ أنه كان صلى الله عليه وسلم يُعرِض عن كل كلام قبيح و يُكَنِّي عن الأمور
المُستَقبَحَة في العُرفإذا
اضطره الكلام إلى ذكرها، وكان صلى الله عليه و سلم يذكر الله تعالى بين الخطوتين.
صفة ضحكه و بكائه:
" كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يضحك إلا
تَبَسُّماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحلا لعينين وليس بأكحل "، حسن رواه الترمذي .
وعن عبد الله بنالحارث قال: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسماً من الرسول
صلى الله عليه وسلم،وكانرسولالله صلى الله عليه
وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم، وكان ضَحِك أصحابه
صلى الله عليه وسلم عندهالتبسُّممن غير صوت اقتِداءً به وتَوقيراً له، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جرى به الضحك وضع يده على فمه،
وكان صلى الله عليه وسلم مِنأضحك
الناس وأطيَبَهم نَفساً
".
وكان صلى الله عليه وسلم
إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من
غير أن يرفع صوته وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم. وبكاؤه
صلى الله عليه وسلم كان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق و رفع صوت كما لم يكنضحكه بقهقهة، ولكن تدمع عيناه حتى تنهملان ويُسمَع لصدره
أزيز، ويبكي رحمة لِمَيِّتوخوفاً
على أمَّته وشفقة من خشية الله تعالى وعند سماع القرآن وفي صلاةالليل.
وعن عائشة قالت: " ما
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مُستَجمِعاً قطضاحكاً،
حتى أرى منهلهاته، (أي أقصى حَلقِه) ".
صفةلباسه:
عن أم سلمة رضي الله عنها
قالت: " وكان أحب الثياب إلى رسولالله
صلى الله عليه وسلم القميص ( وهو اسم لما يلبس من المخيط )، رواه الترمذي فيالشمائل وصححه الحاكم. ولقد كانت سيرته صلى الله عليه وسلم
في ملبسه أتَم و أنفعللبدن
وأخَفَّ عليه، فلم تكن عمامته بالكبيرة التي يُؤذيه حملها أو يضعفه أو يجعلهعرضة للآفات ، ولا بالصغيرة التي تقصُر عن وقاية الرأس من
الحر والبرد وكذلكالأردِيَة (جمع رداء)
والأزُر (جمع إزار) أخَفّ على البدن من غيرها. ولم يكن لرسولالله صلى الله عليه و سلم نوعاً مُعيَّناً من الثياب، فقد
لبس أنواعاً كثيرة ، وذلكأنه
صلى الله عليه وسلم كان يلبس ما يجده. وكان عليه الصلاة والسلام يلبس يومالجمعة والعيد ثوباً خاصاً، وإذا قدِمَ عليه الوفد، لبس
أحسن ثيابه وأمر أصحابهبذلك.
وعن أبي سعيد الخدري قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجدثوباً
سماه باسمه، (عمامة أو قميصاً أو رداء) ثم يقول: اللهم لك الحمد كما .وتنيهأسألك خير ما صنع له وأعوذ من شره وشر ما صنع له"،
رواه الترمذي في الشمائل، والسننفي
اللباس، وأبو داود.
كان أحب الثياب إليه
البيضاء . وكان صلى الله عليه وسلملا
يبدو منه إلا طيب، كان آية ذلك في بدنه الشريف أنه لا يتَّسِخ له ثوب أي كانتثيابه لا يصيبها الوسخ من العرق أو ما سوى ذلك وكان الذباب
لا يقع علىثيابه.
صفة عمامته:
كان رسول الله صلى الله
عليه وسلميلبس قلنسوة بيضاء،
والقلنسوة هي غشاء مبطَّن يستر الرأس، وكان صلى الله عليه و سلميلبس القلانس (جمع قلنسوة) أحياناً تحت العمائم وبغير
العمائم، ويلبس العمائم بغيرالقلانس
أحياناً. كان صلى الله عليه وسلم إذا اعتَمَّ ( أي لبس العمامة )، سدلعمامته بين كتفيه، وكان عليه الصلاة والسلام لا يُوَلّي
والياً حتى يُعَمِّمه ويرخي
له عذبة من الجانب الأيمن نحو الأذن. ولم يكن صلى الله عليه وسلم يُطَوِّلالعمامة أو يُوَسِّعها. قال ابن القيم: لم تكن عمامته صلى
الله عليه وسلم كبيرةيؤذي
الرأس حملها و لا صغيرة تقصر عن وقاية الرأس بل كانت وسطاً بين ذلك وخيرالأمور الوسط. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتم بعمامة
بيضاء وأحياناً خضراء أوغير
ذلك. وعن جابر رضي الله عنه قال: " دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم
الفتحوعليه عمامة سوداء ".
ولقد اعتم صلى الله عليه وسلم بعد بدر حيث رأى الملائكةتلبسها.
وصحة لبس المصطفى للسواد ونزول الملائكة يوم بدر بعمائم صُفر لا يعارض عمومالخبر الصحيح الآمر بالبياض لأنه لمقاصد اقتضاها خصوص
المقام كما بيّنه بعضالأعلام.
صفة نعله و خُفِّه:كان لنعل رسول الله صلىالله عليه و سلم قِبالان مُثَنَّى شراكهما أي لكلٍ منهما
قِبالان ، والقِبال هوزِمام
يوضع بين الإصبع الوسطى و التي تليها ويُسمَّى شِسعاً، و كان النبي صلى اللهعليه و سلم يضع أحد القِبالين بين الإبهام و التي تليها
والآخر بين الوسطى و التيتليها
و الشِّراك للسير (أي النعل). وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رُؤيَبنعلين مخصوفتين أي مخروزتين مُخاطتين ضُمَّ فيها طاق إلى
طاق. وطول نعله شِبروإصبعان و عرضها مِمَّا يلي
الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسهامُحَدَّد.
وكان عليه الصلاة والسلام يقول موصياً الناس:" إذا انتعل أحدكم فليبدأباليمين و إذا نزع فليبدأ بالشمال ".
صفةخاتمه:
عن أنس بن مالك رضي الله
عنه قال:" لما أراد رسول الله صلى الله عليهوسلم
أن يكتب إلى العجم ، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتاباً عليه ختمٍ، فاصطنعخاتماً، فكأني أنظر إلى بياضه في كفه"، رواه الترمذي
في الشمائل والبخاري ومسلم.
ولهذا الحديث فائدة أنه
يندب معاشرة الناس بما يحبون وترك ما يكرهون و استئلافالعدو
بما لا ضرر فيه ولا محذور شرعاً والله أعلم.
ولقد كان خاتم رسول الله
صلىالله عليه وسلم من فضة و
فَصُّه(أي حجره) كذلك ، وكان عليه الصلاة و السلام يجعلفَصَّ
خاتمه مِمَّا يلي كفه ، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى (( محمد رسول الله ))،و
ذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صلى الله عليه و سلم فوق كلمة {الله}
سبحانه وتعالى. و عن ابن عمر رضي
الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماًمن ورِق (أي من فضة) فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر
ويد عمر، ثم كان في يدعثمان،
حتى وقع في بئر أريس نَقشُهُ ((محمد رسول الله )) "، رواه الترمذي فيالشمائل ومسلم وأبو داود، وأريس بفتح الهمزة و.ر الراء ،
هي بئر بحديقة من مسجدقباء.
و لقد ورد في بعض الروايات
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يلبس الخاتمفي
يمينه و في روايات أخرى أنه كان يلبسه بيساره و يُجمع بين روايات اليمين وروايات اليسار بأن كُلاّ منهما وقع في بعض الأحوال أو أنه
صلى الله عليه و سلم كانله
خاتمان كل واحد في يد و قد أحسن الحافظ العراقي حيث نظم ذلك فقال:
يلبسه كماروى البخاري في خنصر يمين أو يساركلاهما في مسلم و يجمع بأن
ذا في حالتينيقعأو خاتمين كل واحد بيد كما
بفص حبشي قد ورد.
ولكن الذي ورد في الصحيحينهو تعيين الخنصر ، فالسُنَّة جعل الخاتم في الخنصر فقط،
والخنصر هو أصغر أصابع اليدو
حكمته أنه أبعد عن الامتهان فيما يتعاطاه الإنسان باليد و أنه لا يشغل اليد عمّاتزاوله من الأعمال بخلاف ما لو كان في غير الخنصر.
صفةسيفه:
عن سعيد بن أبي الحسن
البصري قال: " كانت قبيعة سيف رسول اللهصلى
الله عليه وسلم من فضة
".
والمراد بالسيف هنا، ذو
الفقار وكان لا يكاديفارقه ولقد دخل به مكة يوم
الفتح. والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمدالكف
عليها لئلا يزلق. وفي رواية ابن سعد عن عامر قال: " أخرج إلينا علي بن الحسينسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة
وحلقته من فضة ". وعن جعفر بنمحمد
عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أسفله وحلقتهوقبيعته من فضة.
صفة درعه:عن الزبير بن العوام قال: " كان على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أُحُد درعان فنهض
إلى الصخرة فلم يستطع ( أيفأسرع
إلى الصخرة ليراه المسلمون فيعلمون أنه عليه الصلاة و السلام حيّ فيجتمعونعليه، فلم يقدر على الارتفاع على الصخرة قيل لما حصل من شج
رأسه و جبينه الشريفينواستفراغ
الدم الكثير منهما) فأقعد طلحة تحته (أي أجلسه فصار طلحة كالسلم) وصعدالنبي صلى الله عليه وسلم (أي وضع رجله فوقه و ارتفع) حتى
استوى على الصخرة (أي حتىاستقر
عليها)، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: " أوجبَ طلحة ( أي فعلفعلاً أوجب لنفسه بسببه الجنة وهو إعانته له صلى الله عليه
وسلم على الارتفاع علىالصخرة
الذي ترتب عليه جمع شمل المسلمين وإدخال السرور على كل حزين ويحتمل أن ذلكالفعل هو جعله نفسه فداء له صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم
حتى أصيب ببضعٍ وثمانينطعنة
و شلَّت يده في دفع الأعداء عنه ) ". و قوله (كان عليه يوم أُحُد درعان) دليلعلى اهتمامه عليه الصلاة و السلام بأمر الحرب وإشارة إلى
أنه ينبغي أن يكون التوكلمقروناً
بالتحصن لا مجرداً عنه. و لقد ورد في روايات أخرى أنه كان للنبي عليهالصلاة و السلام سبعة أدرعٍ.
[b]صفة طيبه (أي عطره
) كان
رسول الله صلى اللهعليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح
به رأسه و لحيته و كان صلى الله عليه و سلم لا يردُّالطيب،
رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيبالرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه
وخفي ريحه"، ورواه الترمذيفي
الأدب باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيبالرجال والنساء، وهو حديث صحيح.
صفةكُحله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنَّ النبي صلى الله عليه و سلمقال:
" اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر و يُنبِت الشعر"، وزعم أنّ النبي
صلى اللهعليه وسلم له مكحلة يكتحل
منها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه وثلاثة في هذه. قوله (اكتحلوا
بالإثمد) المخاطَب بذلك الأصِحّاء أمّا العين المريضة فقد يضُرَّهاالإثمِد، والإثمِد هو حجر الكحل المعدني المعروف ومعدنه
بالمشرق وهو أسود يضرب إلىحمرة.
وقوله (فإنّه يجلو البصر) أي يقوّيه و يدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه منالرأس لاسيما إذا أُضيف إليه قليل من المسك. وأمّا قوله
(يُنبت الشعر) أي يقوّيطبقات
شعر العينين التي هي الأهداب وهذا إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لميعتده رمدت عينه.
صفة عيشه:
عنعائشة رضي الله عنها قالت: " ما شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ قَدِموا
المدينة ثلاثة أيامتِباعاًمنخبز
بُرّ، حتى مضى لسبيله أي مات صلى الله عليه وسلم".
قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً "
(أي ما يسدُّ الجوع) متفقعليه.
[b]صفة شرابه:
[b]عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: " دَخَلتُ مع رسولالله
صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشربرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه و خالد عن
شماله فقال لي: الشَّربة لكفإن
شئتَ آثرتَ بها خالداَ، فقُلتُ ما كنتُ لأوثِرَ على سؤرك أحداً، ثم قال رسولالله صلى الله عليه و سلم: من أطعَمَهُ الله طعاماً
فليقُل: "اللهم بارِك لنا فيهوأطعِمنا
خيراً منه، ومن سقاه الله عزّ و جلّ لبَناً فليقُل: اللهم بارك لنا فيهوزِدنا منه"، ثم قال، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ليس شيء يُجزىء مكانالطعام
والشراب غير اللبن
".
صفةشُربه:
عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلمشرب
من زمزم وهو قائم.
و عن أنَس بن مالك رضي الله
عنه أنَّ النبي صلى الله عليهو
آله سلم كان يتنفَّس في الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول هو أمرَاُ و أروى ، قوله (كان يتنفس في الإناء ثلاثاً) وفي رواية لمسلم (كان يتنفس
في الشراب ثلاثاً
) المراد منه أنه يشرب من
الإناء ثم يزيله عن فيه (أي فمه) ويتنفس خارجه ثم يشربوهكذا
لا أنه كان يتنفس في جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه الصلاة والسلامغالباً ما يشرب وهو قاعد.
صفة تكأته:عن جابر بنسَمُرَة قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم
مُتَّكئاً على وسادة على يساره
".
وعن عبد الرحمن بن أبي
بَكرَة عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليهوسلم:
ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله ، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالِدَين، قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان مُتَّكِئاً، قالوشهادة
الزور أو قول الزور، قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتىقلنا لَيته سكت ".
صفة فراشه:
ولرسول الله صلى الله عليهوسلم فراش من أدم. (أي من جلد مدبوغ) محشو بالليف.
عن عبد الله بن مسعود رضيالله عنه قال:" دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو نائمعلىحصير قد أثَّربجنبه
فبكيت، فقال: ما يُبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله -صلى الله عليهوسلم-.رى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت
نائم على هذا الحصير قداثَّر
في جنبك!.
فقال: لا تبكِ يا عبد الله
فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة
".
صفة نومه:
كان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ينام أول الليل ، و يُحيي آخره .و كان إذا أوى
إلى فِراشهقال:
(باسمك اللهم أموت و أحيا)
، و إذا استيقظ قال: (الحمد
لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النُّشور).
عن البراء بن عازب رضيالله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه،
وضع كفه اليمنى تحت خدهالأيمن،
وقال: "ربِّ قِني عذابك يوم تبعث عبادك"، رواه أحمد في المسند والنسائي
فيعمل اليوم والليلة وابن حبان وصححه الحافظ في الفتح.
وعن عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل
ليلة، جمع كفيه فنفث فيهماوقرأ
فيهما : قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهماما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من
جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات
"،رواه البخاري في الطب
والترمذي والظاهر أنه كان يصنع ذلك في الصحة والمرض وقالالنووي
في الأذكار: " النفث نفخ لطيف بلا ريق ". ويستفاد من الحديث أهمية
التعوذوالقراءة عند النوم لأن
الإنسان يكون عرضة لتسلط الشياطين.
وعن أبي قتادة أنالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل ، اضطجع على
شقه الأيمن، وإذا عرَّسقبيل
الصبح ، نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه، رواه أحمد في المسند ومسلم في الصحيح،كتاب المساجد باب قضاء الصلاة،
والتعريس هو نزول المسافر آخر الليل للنوموالاستراحة
قاله في النهاية لعل ذلك تعليماً للأمة لئلا يثقل بهم النوم فتفوتهمالصبح في أول وقتها. ويستفاد من الحديث أن من قارب وقت
الصبح ينبغي أن يتجنبالاستغراق
في النوم وأن يستلقي على هيئة تقتضي سرعة انتباهه إقتداءً بالمصطفى صلىالله عليه وسلم.
صفة عطاسه:عن أبيهريرة رضي عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيهوخفض
بها صوته"، رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم وأقرهالذهبي.
صفة مشيته:
عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال:" مارأيتُ شيئاً أحسن من رسول
الله صلى الله عليه و سلم كأنَّالشمستجري في وجهه، ومارأيت
أحداً أسرع من رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّالَنُجهد أنفسنا وإنَّه غير مكترث ".
وعن
أنس رضي الله عنه أنَّ النبيصلى
الله عليه و سلم كان إذا مشى تَكَفَّأ( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلىقصدالمشية ) ويمشي الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا ).
وعن ابن عباس رضي الله عنه
أنالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى ، مشى مجتمعاً ليس
فيه .ل "، (أي شديدالحركة
، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي) رواه أحمد.
كان صلى الله عليه و سلمإذا التفتالتفت معاً أي بجميع أجزائه فلا يلوي عنقه يمنة
أو يسرة إذا نظر إلى الشيءلما
في ذلك من الخفة و عدم الصيانة وإنّما كان يقبل جميعاً و يُدبِر جميعاً لأن ذلكأليَق بجلالته ومهابته هذا بالنسبة للاتفاته وراءه، أمّا
لو التفت يمنة أو يسرةفالظاهر
أنه كان يلتفت بعنقه الشريف.
صفةدُعائه:كان النبي صلى الله عليه و
سلميُحب الجوامع من الدعاء و
يدع ما بين ذلك " ، حديث صحيح رواه أحمد.
و من دعاءالرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق: (اللهم اهدني لأحسن
الأعمال وأحسن الأخلاقلا
يهدي لأحسنها إلا أنت، و قني سيء الأعمال و سييء الأخلاق، لا يقي سَيِّئها إلاأنت)، أخرجه النسائي.
صفةتسبيحه:
كان يعقد التسبيح
بيمينه"، حديثصحيح رواه البخاري و
الترمذي و أبو داود ( أي يسبِّح على عقد أصابع يده اليمنى ).
من أخلاقه صلى الله عليه و
سلم :
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" ما خُيِّرَ رسول الله صلى اللهعليه
وسلم بين أمرين قط إلا اختارأيسرهماما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعدما يكون عنه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم
لنفسهفي شيءقط إلا أن تُنهَكَحُرمة
الله، فينتقم للّه بها
".
وعن عائشة أيضاً قالت:
" ما ضرب رسول الله صلىالله
عليه و سلم شيئاً بيده قط، و لا امرأة، و لا خدماً إلاّ أن يجاهد في سبيلالله، و ما نيلَ من شيء قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك
شيئاً من محارِم الله،فينتقم لله ".
وعن أنس بن مالك رضي الله
عنه(خادم رسول الله صلى الله عليهوسلم)
قال: " كان رسول الله صلىالله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً، فأرسلنييومأً لِحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أنأذهب
لِماأمرني به نبي الله صلىالله
عليه وسلم. فخرجتُ حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذابرسولاللهصلى الله عليه وسلم بقفاي (من ورائي)، فنظرتُ إليه وهو
يضحك.
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: يا أُنَيس ذهبتَ حيث أمرتُك، فقلت:
أنا أذهب يا رسولالله!.
قال أنس رضي الله عنه:
والله لقد خدمته تسع سنين ما عَلِمته قال لشيءصنعتُه،
لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولاعاب علَيّ شيئاً قط، والله ما قال لي أُف قط"، رواهمسلم.
قلت فكم من مرة قلنا
لوالدينا أفٍّ أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فماقال
لخادمه أفٍّ قط!!.
وعن أبي هالة عن الحسن بن
علي قال أن النبي عليه الصلاةوالسلام
كان خافض الطرف (من الخفض ضد الرفع فكان إذا نظر لم ينظر إلى شيء يخفض بصرهلأن هذا من شأن من يكون دائم الفكرة لاشتغال قلبه بربه)،
نظره إلى الأرض أطول مننظره
إلى السماء، وكان جل نظره الملاحظة (المراد أنه لم يكن نظره إلى الأشياء كنظرأهل الحرص والشره بل بقدر الحاجة)، يسوق أصحابه أمامه (أي
يقدمهم أمامه، ويمشيخلفهم تواضعاً، أو إشارة
إلى أنه كالمربي، فينظر في أحوالهم وهيئتهم، أو رعايةللضعفاء
وإغاثة للفقراء، أو تشريعاً، وتعليماً، وفي ذلك رد على أرباب الجاه وأصحابالتكبر والخيلاء )، وكان صلى الله عليه وسلم يبدر من لقي
بالسلام.
لقد كان النبيصلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً
وأعدلهم مزاجاً وأسمحهم صلةوأنداهم
يداً لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.
* وقد أكّد الرسول صلى الله
عليه وسلم على التواضع في جملة في الأحاديثمنها:
قوله صلى الله عليه وسلم:
"أكملالمؤمنين إيماناً أحسنهم
خُلُقاً ، و خِياركم خِياركم لِنسائه خُلُقا ".
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"إن المؤمنلَيُدرك بِحُسن خُلُقه درجة
الصائم القائم "، صحيح رواه أبو داود.العفو عندالخصام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه،
أنَّ رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى اللهعليه
و سلم جالس يتعجب و يبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى اللهعليه وسلم، فلحقه أبو بكر قائلاً له: يا رسول الله كان
يشتمني وأنت جالس، فلما رددتعليه
بعض قوله غضبتَ وقُمتَ
!!.
فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " كانمعك
مَلَك يرد عليه ، فلما رددتَ عليه وقع الشيطان (أي حضر) يا أبا بكر ثلاث كلهنحق : ما من عبدظُلِمَ بمظلمة فيُغضي (أي يعفو) عنها لله عز
و جل إلا أعزَّ الله بهانصره
و ما فتح رجل باب عطِيَّة ( أي باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة إلا زادهالله بها كثرة، و ما فتح رجل باب مسألة (أي يسأل الناس
المال ) يريد بها كثرة إلازاده
الله بها قِلَّة
".
* من تواضع الرسولصلى الله عليه و سلم:عن أنس رضي الله عنه قال:
" ما كانشخص أحب إليهم من رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكانواإذارأوه لم يقوموا له لِمايعلمون
من كراهيته لذلك "، رواه أحمد والترمذي بسندصحيح.
كان يزور الأنصار،
ويُسَلِّم علىصبيانهم ، و يمسح رؤوسهم
"، حديث صحيح رواه النسائي.
وكان عليه الصلاة والسلاميأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم.
وكان يجلس على الأرض ويأكل
على الأرض ويجيب دعوة العبد، كما كان يدعى إلى خبز الش. فيجيب.
عنأنس رضي الله عنه قال: " كانت ناقة رسول الله صلى
الله عليه و سلم لا تُسبَق أو لاتكاد
تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له (أي جمل) فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتىعرفه، فقال الرسول صلىالله عليه وسلم: "حق على الله
أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلاوضعه
"، رواه البخاري.
* من
رِفق الرسولصلى الله عليه و سلم:قال الله تعالى:{ لقد جاءكم
رسول منأنفسكم عزيز عليه ما
عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
عن أنس رضي اللهعنه قال: " بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم، إذ جاءأعرابيفقاميبول
في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم: مَه مَه ( أي اترك
) !!.
قال النبي عليه الصلاة و
السلام: لا تُزرموه، (لا تقطعوابوله).
فترك الصحابة الأعرابي يقضي
بَوله، ثم دعاه الرسول صلى الله عليه و سلم وقال
له:
إن المساجد لا تصلح لشيءمن هذا البول والقذر، إنَّما هي لِذِكر الله والصلاة و
قراءة القرآن"، ثم قاللأصحابه
صلى الله عليه و سلم: " إنَّما بُعِثتم مُبَشِرين،ولم تُبعَثوا معسرين،صُبّوا عليه دلواً من الماء ".
عندها قال الأعرابي:
"اللهم ارحمنيومحمداً، ولا ترحم معنا
أحداً ".
فقال له الرسول صلى الله
عليه وسلم : "لقدتحجَّرتَ
واسعاً"، (أي ضَيَّقتَ واسعاً)، متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنهارَوَت أنَّ اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فدار
بينهم الحوارالآتي:
اليهود: السَّام عليك، (أي
الموتعليك).
الرسول صلى الله عليه و سلم : وعليكم.
عائشة: السَّام عليكم،
ولعنكمالله وغَضِبَ عليكم !.
الرسول صلى اللهعليه وسلم: مهلاً يا عائشة! عليكِ بالرِّفق، و إيَّاكِ و
العنف و الفُحش
.
عائشة: أوَلم تسمع ما قالوا؟!!.
الرسول صلى الله عليه و
سلم: أوَلمتسمعي ما قُلت، رددتُ
عليهم، فيُستَجاب لي ولا يُستَجاب لهم فيَّ.
وفي روايةلمسلم: (لا تكوني فاحشة، فإنَّ الله لا يحب الفُحشوالتَّفَحُّش).
* الرحمة عند رسول الله صلىالله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: " قَبَّلرسول الله صلى الله عليه و
سلم الحَسَن بن عليّ، وعنده الأقرعبنحابس التيمي، فقالالأقرع:
إنَّ لي عشرة من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلىالله عليه وسلم، ثم قال: "من لا يَرحم لا يُرحم
"، متفقعليه.
* سِعة قلبه منذ طفولته إلى
لحظةوفاته:
روى ابن اسحق و ابن هشام
أنَّ حليمة لمَّا جاءت كانعلى
صدرها ولد لا يشبع من ثديها و لا من ناقتها، فناقتها عجفاء وثديها جاف. وراحتتبحث عن طفل تُرضِعه وتأخذ من المال من أهله ما تأكل به
طعاماً فيفيض حليباً. بحثتفي
الأطفال فلم تَرَ إلا اليتيم (محمد صلى الله عليه وسلم)، فأعرضت عنه و سألت عنغيره فما جاءها غيره، فعادت إليه، أخذته ومشت. تقول حليمة
فيما رواه ابناسحق:فلمَّا وضعته على ثديي
ما أقبل عليه، وقد شعرتُ أن ثديي قد امتلأ بالحليب،أعطيه
الثدي لا يقبله، انتبهت إلى أن أخاه يبكي من الجوعفوضعتهفأخذت أخاه فأرضعته،فشرب، فشبع، ثم حملتُ ابني محمداً فوضعته على ثديي فأخذه ".
ما أخذ ثديها وله أخجائع و هو طفل صغير. إن الله تعالى جعله محبوباً من اللحظة
الأولى، فما كان يقبل أنيأكل
حتى يأكل أخاه، وما كان يقبل أن يأكل حتى يفيض الطعام.
وما ثبت أن رسولالله صلى الله عليه وسلم أكل من إناء وانتهى الطعام الذي
فيه أبداً.
قال عنه عمهأبو طالب:كان إذا جاء الأولاد للطعام ، امتنع حتى يأكل
الأولاد جميعاً، و لا يقتربحتىيأكلوالأنه
لا يريد أن يُقَلِّل على أحد غذاءه، فهو يصبر ليشبع الآخرون، فما كانيوماً يُجاذِب الدنيا أحداً، فهو يعلمأن الحب ينبع من
إعراضك عن الدنيا، فإذاأحببتَ
الدنيا أعرض الناس عنك وإذا أحببتَ الله أقبَلَالناس إليك.
منمنَّا إذا دخلَت عليه ابنته يقوم لها؟ كان إذا دخلت فاطمة
قام لها وقال: "مرحباًبمن
أشبهَت خُلُقي وخلقي". و تعالوا نرى كيف عبَّر عليه الصلاة والسلام عن حبهللزهراء ، ه